تفسير مبسط و خواطر قرانية لسورة الفاتحة

تفسير مبسط و خواطر قرانية لسورة الفاتحة

**سميت الفاتحة لافتتاح القران الكريم بها... فهي اول القرآن ترتيبا في المصحف لا تنزيلا( وهي خامس سورة من حيث التنزيل)
**وسميت بالفاتحه ايضا لاننا نفتتح الصلوات بقرائتها.. ثم نقرأ اي سورة بعدها
(فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن)
**وسميت ايضا بسوره الحمد
لان اولها لفظ الحمد ( الحمد لله رب العالمين )....وفيها معني رائع جدا
فتكرار المسلم لكلمة الحمد لله في اليوم عشر مرات علي الاقل في صلواته الخمس المفروضه تجعل الفرد ينظر الي الجانب الايجايي المضئ في حياته
فالحياة بها جانبان متشابكان لايمكن ان يخلو منهما فرد (جانب مظلم) و (جانب مضيء)
(الجانب المظلم )يتمثل في الفقر و المرض و الابتلاءات التي تحل بالفرد و تدخل عليه الحزن والكآبة
 و(الجانب المضيء) يتمثل في النعم التي انعم الله بها علينا و هي كثيرة لا تحصي (نعمة الاسلام ... نعمة العقل ... نعمة الصحة ...نعمة الطعام ... نعمة الامن ....)
وهنالك أفراد يركزون النظر على الجانـب المظلم من الحياة،و لا يرون الجانب الإيجابي في الحياة، وهذا يجعل الفرد لا يستمتع بما في الحياة من نعم، ولا بما منحه الله تعالى من طيبات، بل يظل متشائم و دائم الكآبة والحزن
أما الذي يركز النظر على الجانب الإيجابي من الحياة فإنه على العكس سيكون مرتاح و مطمئن النفس , منشرح الصدر ، راضيا و متحملاً لما في الحياة من متاعب وآلام و صابرا علي الابتلاء و عنده ثقة برحمة الله عز وجل الذي بيده مفاتيح الفرج

****و لكن ما هو سر سورة الفاتحة؟ و لماذا افتتح بها المصحف؟
*** لماذا نقرأها في اليوم والليلة سبع عشرة مرة على الأقل في الصلوات؟
*** و لماذا لا تصح الصلاة الا بقراءتها؟
إنَ سر الفاتحة يكمن في اشتمالها على جميع معاني القرآن، فكل أهداف القرآن جمعت في هذه الآيات السبع ....كيف هذا؟
فايات و سور القران الكريم تدور حول ثلاث مقاصد اساسيه :
اولا : تبين العقيدة الصحيحة و هي الايمان بالله تعالي على أسس سليمة
ثانياً :تتحدث عن كيفيه عبادة الله و إقامة الشعائر
ثالثا: تتحدث عن مناهج الحياة في الارض و طرق الظالمين الهالكين و طرق الناجين

****و سورة الفاتحة قد اشتملت على هذه الأهداف الثلاثة
(عقيدة ..عبادة...منهج حياة)
ففي محور العقيدة... تقرأ قوله تعالى : ( ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ) (ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ)
( مَـٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ) فالتوحيد و الايمان باليوم الآخر هما أساس عقيدة المسلم

 و في محور العبادة... تقرأ:( إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ )... تضمنت الايات بإفراد الله بالعبادة و إخلاص الدين لله تعالى

و في مناهج الحياة .. تقرأ:( ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٲطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ) (صِرَٲطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ) (غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ )... تخبرنا الايات عن مناهج الحياة في الأرض
(و طرق الظالمين الهالكين الذين ضلوا عن صراط الله فغضب الله عليهم ) و (طرق الناجين)

**و سميت ايضا سوره الفاتحه (بالوافيه) لأنها وافية بما في القرآن من المعاني
فهي اشتملت علي المقاصد الاساسية للقران الكريم و كل اساسيات الدين
العقيدة، العبادة، التشريع، الاعتقاد باليوم الآخر بالعبادة والاستعانة والدعاء والتوجه الي الله بطلب الهداية الى الدين الحق والصراط المستقيم ونهج سبيل الصالحين وتجنب طريق المغضوب عليهم والضآلين

*** وسميت ايضا بالسبع المثاني لأنها سبع آيات (تثنى) تكرر و تعاد في الصلوات و في كل ركعة , و قيل لأن معانيها تكررت في سور القرآن الكريم ..

تفسير مبسط لسوره الفاتحة

بِسْمِ اللَّهِ : معناها بذكر الله

الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : اسمان من أسماء الله يدلان علي صفه الرحمه

الْحَمْدُ لِلَّهِ : الشكر للّه ... بما أنعم على عباده من النعم التي لا تحصي

رَبِّ الْعَالَمِينَ : سيد العالمين من الانس والجن

مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ : يَوْمِ الدِّينِ :هو يوم الجزاء ..... يوم يجازي الله العباد بأعمالهم

إِيَّاكَ نَعْبُدُ : إِيَّاكَ: نخصك بالعباده ... إِيَّاكَ نَعْبُدُ : لك نخضع ونذل

وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ : نسألك المعونه علي طاعتك وعلي جميع امورنا

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ : وفقنا الي الطريق المستقيم الواضح الذي لا اعوجاج فيه

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ : صِرَاطَ: طريق ..... الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ :هم الملائكه والنبيون والصديقون والشهداء والصالحون

غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ : هم اليهود ....لان اليهود علموا الحق وحادوا عنه علي علم فاستحقوا غضب الله

وَلَا الضَّالِّينَ :هم النصاري ....لانهم حادوا عن الحق جهلا ....فكانوا علي ضلال مبين

آمين: اللهم استجب

***ترابط سور الفاتحه بما بعدها سوره البقره
آخر كلمات سورة الفاتحة الدعاء (اهدنا الصراط المستقيم) جاءت مرتبطة ببداية سورة البقرة (هدى للمتقين)...... فكأن (اهدنا الصراط المستقيم) في الفاتحة هو الهدى الذي ورد في سورة البقرة.
-آخر سورة الفاتحة قال تعالى (غير المغضوب عليهم ولا الضآلين).....
وجاءت سورة البقرة بعدها تتحدث عن المغضوب عليهم (بني إسرائيل)
وجاءت سورة آل عمران لتتحدث عن الضآلين (النصارى)

***ترابط سور الفاتحه بما قبلها سورةالناس
- بداية سورة الفاتحه (الحمد لله رب العالمين) وهذه أول كلمات المصحف....والمقصود بالعالمين الانس والجن ، يقابلها آخر كلمات سورة الناس (من الجنة والناس)
وان هذا الكتاب فيه الهداية للعالمين من الجنة و الناس .... و ليس للبشر وحدهم ... او للمسلمين فقط دون سواهم